بعد أدائها اليمين الدستورية الخميس الماضي، أصبحت حليمة يعقوب، أول امرأة تتولى رئاسة الجمهورية في تاريخ سنغافورة، وأول مسلمة محجبة تتولى منصب الرئاسة في العالم.
ووفقاً للمعلومات التي جمعها مراسل الأناضول من مصادر مطلعة، فإن حليمة تعتبر أيضا ثاني شخصية تتولى رئاسة سنغافورة من عرقية الملايو، منذ 47 عاماً، حيث شغل المنصب سابقا من ذات العرقية يوسف إسحق، (1965 إلى 1970)، وهي أولى سنوات الدولة بعد الاستقلال، وما تزال صورته مطبوعة على أوراق النقد في البلاد.
وقررت سنغافورة أن تكون رئاسة البلاد (منصب فخري)، محجوزة (مدتها 6 سنوات) للمرشحين من أقلية الملايو، بهدف تعزيز الشعور بالشمول في الدولة متعددة الثقافات والأعراق.
وبموجب قواعد الترشيح فقد تأهلت حليمة يعقوب تلقائيا للمنصب (بالتزكية)، نظرا لخبرتها بصفتها رئيسة للبرلمان، وبسبب عدم أهلية منافسيها بموجب قانون الانتخابات.
واستوفت حليمة كافة الشروط المطلوبة لتولي رئاسة الجمهورية، من بين خمسة مرشحين من عرقية الملايو، حيث تم قبولها رئيسة للبلاد، لكونها باتت المرشحة الوحيدة من الملايو، من دون منافس.
وتعرف الرئيسة الجديدة للبلاد، بأنها صاحبة مبدأ محاربة ما تصفه بـ”التهديدين التوأمين”، وهما “إرهاب التطرف والإسلاموفوبيا”.
من جهته، خصص موقع التواصل الاجتماعي “توتير”، رمز تعبيري لرئيسة سنغافورة حليمة يعقوب، حيث رسم الرمز التعبيري بحجاب أحمر.
وعقب توليها رئاسة البلاد، الأسبوع الماضي، قالت حليمة التي ولدت من أب هندي، وأم من عرقية الملايو، إنها فقدت والدها عندما كان عمرها ثمانية أعوام، وعملت والدتها على تربيتها وأربعة من أشقائها، في بيت يتكون من غرفة واحدة فقط، حيث عانت في طفولتها مع أسرتها ظروفاً صعبة للغاية.
وأضافت حليمة الأم لخمسة أبناء: “أحمد الله لإني ولدت في سنغافورة، فرغم فقر أسرتي إلا إننا عملنا كثيراً، وتمكنت من الحصول على تعليم جيد، بدعم قوى من أسرتي، وأساتذتي، والمجتمع، وهذا قدم لي الفرصة لكي أقدم المساعدة للمحتاجين عقب مباشرتي بالعمل في السلك العام”.
وتخرجت حليمة من كلية الحقوق بجامعة سنغافورة الوطنية في عام 1978، وحصلت على الماجستير في نفس الجامعة في 2001، وفي تموز/ يوليو الماضي منحتها الجامعة شهادة الدكتوراه الفخرية في القانون.
وشغلت حليمة منصب رئاسة البرلمان السنغافوري خلال الفترة ما بين كانون الثاني/ يناير 2013 حتى آب/ أغسطس 2017، حيث كانت أول امرأة تتولى رئاسة البرلمان في سنغافورة.
وفي 6 آب/ أغسطس، أعلنت استقالتها عن رئاسة البرلمان، وعزمها خوض سباق الرئاسة في سنغافورة، حيث أطلقت حملتها تحت شعار ” لنفعل الخير، ونفعل ذلك معا”.
حملة أكدت على معانيها في كلمة لها بعد توليها رئاسة البلاد، عندما قالت: “أنا رئيسة الجميع، دون تمييز بين عرق، ولغة، ودين، ومذهب، وأمثلكم جميعاً، ومسؤولة تجاه سنغافورة وشعبها، حتى وإن لم تُنظم انتخابات رئاسية فإن عزيمتي في تقديم الخدمة لكم (للسنغافوريين) سيتواصل على نفس الوتيرة”.
وبصفتها أول امرأة تتولى رئاسة البلاد، توجهت حليمة في كلمتها إلى النساء قائلة: “إن كل سيدة إذا ما كانت تمتلك الشجاعة، والإصرار، والجهد الكبير في العمل، فبإمكانها الترشح لأعلى منصب في البلاد”.
كما أكدت أنها ستقوم بتنمية الفئات ذات الدخل المحدود في البلاد، حيث ستوزع مساعدات عاجلة للأسر المحتاجة، إلى جانب اتخاذ تدابير لمواجهة التحديات في المستقبل.
ويشار إلى أن الملايو هي مجموعة عرقية من الشعوب الأسترونيزية، يتكلمون اللغة الملاوية ويعتنق أغلبهم الإسلام بمذهبه السني.
وتعتبر سنغافورة التي لا يتعدى عدد سكانها ستة ملايين نسمة ومساحتها 710 كلم مربع، رابع أكبر مركز مالي في العالم، حيث زاد إنتاجها القومي عن 500 مليار دولار في العام الماضي.
وحليمة يعقوب (62 عام) التي تولت رئاسة سنغافورة لمدة 6 سنوات، خلفا لتوني تان تينغ يام، متزوجة من رجل الأعمال المتقاعد اليمني، محمد عبد الله الحبشي، حيث التقته وتزوجته بعد عامين من تخرجهما في العام 1980.
وتولت حليمة رئاسة البرلمان، وهي ليست المنصب السياسي الوحيد الذي تولته قبل الرئاسة، ولكنها شغلت منصب وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرية في العام 2012.
ليست هناك تعليقات