سَامِحُونِي .. فَأَنَا مُجَرَّد طَبِيب

Share:
11111111
أقضي 35 سنة من حياتي لأكون مختصاً، ثم أقضي بقية عمري لإثبات كفاءتي وإخلاصي وحبي لهذا التخصص ..

سامحوني لأني طبيب .. عملي لا ينتهي طول العمر، استشارات بعد العمل .. منتصف الليل .. قبيل الفجر .. لا حرمة لوقتي الخاص ولا لحياتي الشخصية
.. إن سهوتُ عن استشارة؛ جعلوني مغروراً كافراً بالإنسانية جمعاء ..
سامحوني لأني طبيب .. فما من أحد تعرضت حياته للموت بسبب العدوى المميتة والاصابات البكتيرية والفيروسية الخطيرة مثلي ..
سامحوني لأني طبيب .. أظل 24 ساعة متواصلة مستيقظاً؛ أداوي المرضى وأركض لاحتياجاتهم .. حتى ما إذا خارت قواي حوسبت على ضعفي وما رُفع عني تكليفه، قُذفت بالإهمال .. رميتُ بأقبح العبارات والمسبّات ... أَسكتُ وأحتسب ..
سامحوني لأني طبيب .. أتعرض لأذى المرضى وذويهم .. أسمع شتائماً وسباباً يؤلمني .. أُرغم على الابتسامة في كل مرّة .. وأحبس دمعة في نفسي وفي صدري ...
سامحوني لأني طبيب .. أنفق الأموال الطائلة طيلة حياتي لتحصيل العلم وكتب التخصص، حتى إذا ما أصبحتُ أخصائياً ونلتُ ثمرة ألمي وتعبي طوال السنين؛ عددت من الجلّادين والقصّابين والذين يأكلون أموال الناس بالباطل ..
سامحوني لأني طبيب .. مهنتي يحتاجها المجتمع كله .. ويسبها المجتمع كله .. فتارة تاجر، وتارة نصّاب ..... العجيب أن أولئك يتواسطون ليدخلوا أبناءهم هذه الكلية .. ؟
سامحوني لأني طبيب .. ولا أزعم أن أصحاب هذه المهنة من الأولياء، ولكنها من أشق المهن على الاطلاق ..
التمسوا لي العذر إن قصرت في حقكم على... فوقتي ليس بيدي... وما أن أدرك وقتا من الفراغ حتى استغله في النوم...
#اللهم اجعل عملنا كله في رضاك.... واجعله عملا صالحا ولوجهك خالصا ... واحفظنا اللهم من التقصير ... وارزقنا حسن الختام والفردوس الأعلى من الجنان

د.محمد أشرف عبد الشافي

ليست هناك تعليقات