#طريق_الخلافة || الخلافة الراشدة ..
عثمان بن عفان .. إنشاء أول أسطول بحري إسلامي ..
عثمان بن عفان .. إنشاء أول أسطول بحري إسلامي ..
يرجع الفضل لذي النورين ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان - رضي الله عنه- في إنشاء أول أسطول بحري إسلامي .. وكان معاوية بن
أبي سفيان -رضي الله عنه- يلح على عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أثناء خلافته أن يركب البحر ويفتح قبرص؛ فكتب الفاروق إلى عمرو بن العاص -والي مصر- : (صف لي البحر وراكبه، فإنّ نفسي تنازعني إليه)، فكتب عمرو إلى عمر: (إني رأيت خَلْقًا كبيرًا يركبه خلْقٌ صغير، إن رَكُن خَرَق القلوب، وإن تحرّك أزاغ العقول، يزداد فيه اليقين قِلَّة، والشكّ كثرة، هم فيه كدود على عود، إن مال غَرِق، وإن نجا بَرِق)، فلما قرأه عمر، كتب إلى معاوية: (لا والذي بعث محمدًا بالحق، لا أحمل فيه مسلمًا أبدًا)..
وفي عهد عثمان، كرر معاوية الإلحاح في طلبه ركوب البحر حتى استُجيب لطلبه، إذ وجه الخليفة إليه الأمر ومعه عبدالله بن أبي السرح بالتعاون لتوفير كل الإمكانات اللازمة لبناء أسطول بحري إسلامي لصدِّ هجمات الروم على سواحل مصر والشام لتأمين حدود الدولة الإسلامية براً وبحراً .. وقد كانت نواة هذا الأسطول من السفن التي وجدوها في موانئ الشام ومصر وبخاصة الأسكندرية وعكا، ثم انطلقوا إلى صناعة السفن في دور الصناعة، وهكذا دخل السلاح البحري في الاستراتيجية العسكرية الإسلامية لأول مرة في تاريخ المسلمين، وبدأ هذا السلاح الناشئ بسرعة مذهلة في ممارسة العمليات البحرية .. وقد صدَّ هذا الأسطول هجمات الروم المتلاحقة؛ وتعد أهم تلك المعارك التي وقعت في عهد عثمان موقعة «ذات الصواري» عام 34هـ ؛ حيث جمع الروم فيها جيشاً مكون من خمسمئة أو ستمئة سفينة -بحسب الطبري- لمحاربة المسلمين، فأمر معاوية قائده عبدالله بن أبي السرح بالتوجه إليهم، فالتقاهم في عرض البحر بأسطول يتألف من مئتي سفينة ودارت بينهم معركة عظيمة هُزم فيها الروم ودُمر أسطولهم وقُتل منهم الآلاف وأصيب الإمبراطور البيزنطي قنسطانز الثاني بجراح، وفر من مكان المعركة. وتأمنت حدود الدولة الإسلامية بهذا الانتصار وضاعت هيبة ركوب البحر لدى المسلمين، وتبلورت فكرة بناء أسطول كبير تكون له السيادة على البحر المتوسط، وتحولت الإسكندرية إلى دار عظيمة لصناعة السفن واستخدم فيها العمال المصريون ممن أتقنوا الصنعة على أيدي الروم .. وأبلى المسلمون بلاء حسناً وأثبتوا أنهم في البحر، كما في البر، قوة وعزيمة وحب في نصر دين الله ..
ويعد أيضًا من أهم أعمال الخليفة عثمان -رضي الله عنه- جمع الناس على حرف واحد في قراءة القرآن الكريم فقد جمع الأمة على مصحف موحد مُجْمع عليه قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهودِ والنصارى ..
#فريق_بصمة
#التاريخ_الإسلامي
ليست هناك تعليقات