معاوية بن أبي سفيان ...استراتيجية الفتوحات الإسلامية ..

Share:
11111111
#طريق_الخلافة || الخلافة الأموية ..
معاوية بن أبي سفيان ...استراتيجية الفتوحات الإسلامية ..

 

 اتخذت استراتيجية الفتوحات الإسلامية في عهد معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه- روحًا جديدة فريدة فقد خضعت لتخطيط دقيق
محكم ومحسوب بدقة .. وبدت هذه الخطوات جلية في سياسته تجاه الروم فتم التركيز على عمليات الصوائف والشواتي بقصد استنزاف قوة الروم، وانتزاع زمام المبادرة منهم بل وجعلهم دائمًا في حالة دفاع مستمر. وقد اُرْغِم الروم على توزيع قواتهم فلم يصبح بإمكانهم القيام بهجمات حاسمة وقوية ضد الدولة الإسلامية الفتية التي كانت لا تتوانى عن مهاجمتهم في عقر دارهم بل ومحاصرة عاصمتهم القسطنطينية الأمر الذي أثر بشكل كبير على معنويات الروم وقذف الرعب في قلوبهم وأصبحوا على يقين بأن المسلمين يملكون من القوة والشجاعة والإقدام ما لا يستهان به .. كما كان لفتح الجزر الواقعة في البحر المتوسط بالقرب من الشام عامل كبير في تقليص النفوذ البحري للروم وحرمانهم من القواعد البحرية الهامة التي كانوا يرتكزون عليها لمهاجمة الشرق ..

وكذلك كانت استراتيجيته تجاه جبهة المغرب أمرا آخر بالغ الأهمية في سياسة معاوية -رضي الله عنه - فقد أدرك أهميتها وأولاها اهتمامًا خاصًا وكان المرجع المباشر لقادة هذه الجبهة؛ بالإضافة إلى حرصه على إقامة قاعدة جهادية متقدمة في قلب بلاد المغرب؛ حيث قام عقبة بن نافع في عهده ببناء مدينة القيروان تلك المدينة التي منها انطلقت حملات الفاتحين المجاهدين نحو الجزائر والمغرب والأندلس وأفريقيا؛ فضلًا عن الفقهاء الدعاة الذين كانوا يخرجون منها لينتشروا بين البلاد يعلِّمون العربية وينشرون الإسلام ..
أما عن سياسته الاستراتيجية في بلاد سجستان وخراسان والبلاد المفتوحة ما وراء النهر، فقد حرص معاوية -رضي الله عنه- على إعادة فتحهم مرة أخرى بعد سقوطهم؛ وأعقب ذلك الفتح أن عمل على تثبيت الحكم الإسلامي ونشر الدعوة الإسلامية في هذه المنطقة، فقام بتسكين خمسين ألفًا من المسلمين العرب في خراسان لتسهيل هذه المهمة ..

ليست هناك تعليقات