مصر تجاوزت زمن المسخ - الذى بشرتنا به "عمارة يعقوبيان" - إلى زمن المسخرة الذى لا يستقيم معه أى تحليل يأخذ شخوصه وأحداثه على محمل الجد ! ـ
اليوم، وعلى الصفحة الأولى للأهرام تعثرت عيناى بخبرين عن زمن المسخرة،
أولهما خبر يوحى بأنه جاد، لأنه بالفعل يتناول حدثاً جللاً، يقول عنوانه : "الخبراء: دماء الشهيد عادل رجائى ستطارد الإرهابيين" ! استوقفنى فى هذا الخبر - الذى يخلط الجد بالهزل - أنه منشور باعتباره خبراً ينقل لنا رأى "الخبراء" فى حادث اغتيال قائد الفرقة التاسعة مدرعات، لا باعتباره منشوراً تعبوياً يخاطب مشاعر المصريين البسطاء لا عقول قراء الصفحة الأولى من "الأهرام" ! ـ
أما ثانى ما نشرته هذه الصفحة الأولى من أخبار زمن المسخرة فقد جاء فى صورة إعلان مدفوع الأجر، احتل نصف صفحة "أولى" بعرض عمودين، تعلوه صورة السيد اللواء مساعد وزير الداخلية مدير أمن الدقهلية؛ أما صاحب الإعلان فهو - كما عرف نفسه - طيار ورجل أعمال دمياطى، وهو ما يظهر حرصاً على إبراز تلازم غير ذى معنى بين صفة الطيار وصفة رجل الأعمال، ربما تأكيداً لملامح زمن المسخرة ! ... أما موضوع الإعلان فهو أنه أثناء إقامة صاحب الإعلان - الدمياطى - بالمنصورة لمدة أربعة أيام "للعلاج" شاهد سيادته - وهو على سرير المرض - ما يبذله السيد اللواء من جهد فى تأدية واجبه على أكمل وجه، مما طمأن هذا المواطن الدمياطى - المريض العابر - كما طمأن معه مواطنى الدقهلية (الذين كانوا على ما يبدو يتزاحمون على سرير المرافق بالمستشفى) على الحالة الأمنية بالمحافظة، مما استوجب منه "الشكر والعرفان وتكاليف الإعلان" !! ـ
حد عنده اعتراض على إننا بنعيش بالفعل أزهى عصور المسخرة ؟! ـ
الدكتور/ حازم حسني (أستاذ علوم سياسية بجامعة القاهرة)
اليوم، وعلى الصفحة الأولى للأهرام تعثرت عيناى بخبرين عن زمن المسخرة،
أولهما خبر يوحى بأنه جاد، لأنه بالفعل يتناول حدثاً جللاً، يقول عنوانه : "الخبراء: دماء الشهيد عادل رجائى ستطارد الإرهابيين" ! استوقفنى فى هذا الخبر - الذى يخلط الجد بالهزل - أنه منشور باعتباره خبراً ينقل لنا رأى "الخبراء" فى حادث اغتيال قائد الفرقة التاسعة مدرعات، لا باعتباره منشوراً تعبوياً يخاطب مشاعر المصريين البسطاء لا عقول قراء الصفحة الأولى من "الأهرام" ! ـ
أما ثانى ما نشرته هذه الصفحة الأولى من أخبار زمن المسخرة فقد جاء فى صورة إعلان مدفوع الأجر، احتل نصف صفحة "أولى" بعرض عمودين، تعلوه صورة السيد اللواء مساعد وزير الداخلية مدير أمن الدقهلية؛ أما صاحب الإعلان فهو - كما عرف نفسه - طيار ورجل أعمال دمياطى، وهو ما يظهر حرصاً على إبراز تلازم غير ذى معنى بين صفة الطيار وصفة رجل الأعمال، ربما تأكيداً لملامح زمن المسخرة ! ... أما موضوع الإعلان فهو أنه أثناء إقامة صاحب الإعلان - الدمياطى - بالمنصورة لمدة أربعة أيام "للعلاج" شاهد سيادته - وهو على سرير المرض - ما يبذله السيد اللواء من جهد فى تأدية واجبه على أكمل وجه، مما طمأن هذا المواطن الدمياطى - المريض العابر - كما طمأن معه مواطنى الدقهلية (الذين كانوا على ما يبدو يتزاحمون على سرير المرافق بالمستشفى) على الحالة الأمنية بالمحافظة، مما استوجب منه "الشكر والعرفان وتكاليف الإعلان" !! ـ
حد عنده اعتراض على إننا بنعيش بالفعل أزهى عصور المسخرة ؟! ـ
الدكتور/ حازم حسني (أستاذ علوم سياسية بجامعة القاهرة)
ليست هناك تعليقات