المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، كتاب "اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﻤﻔﻘﻮدة" وهو عبارة عن مذكرات نائب الرئيس، وزير الخارجية السورية السابق، فاروق الشرع، والتي تتوقف عند وفاة حافظ الأسد. وإذا شئنا الدقة، فالكتاب يروي جانباً من مذكرات الشرع، وقسماً غير مستفيض من شهادته على مراحل مفصلية من تاريخ سورية وحزب البعث وصراعات السلطة وعلاقته بالأنظمة العربية والإقليمية والدولية، إذ يعترف المؤلف بأن "حياتي السياسية مهما وصفت بعدم فاعليتها السلطوية، كانت طويلة ومتحركة إلى درجة كافية لم تضطرني إلى اختلاق أحداث لم تقع أو تسجيل ادعاءات لم تحدث".
يقول الشرع في مقدمة الكتاب: "ألحّ عليّ أصدقاء وسياسيون وأكاديميون منذ سنوات أن أكتب مذكراتي، وكنت أؤجل الموضوع لأنني لا أملك رفاهية الوقت، على الرغم من أنني كنت ألحظ غياب أحداث مهمة وضعفاً في صدقية أحداث أخرى في بعض مذكرات مسؤولين آخرين، عرباً وأجانب، ولم تبقَ إلا الرواية السورية؛ الرواية المفقودة".
وهذه الشهادة ينشرها المركز في إطار خطته إصدار "ﻣﺬﻛﺮات وﺷﻬﺎدات" لشخصيات من "الفاعلين السياسيين والاجتماعيين العرب الذين انخرطوا بحكم مواقعهم أو مبادراتهم في الحوادث المصيرية العربية الكبرى". وصدر منها حتى الآن "الحرب العراقية – الإيرانية 1980-1988: مذكرات مقاتل" لرئيس الأركان العراقي الأسبق الفريق نزار الخزرجي، وكتاب "محنة فلسطين وأسرارها السياسية والعسكرية" لرئيس أركان الجيش العراقي من عام 1944 وحتى عام 1951 الفريق صائب صالح الجبوري.
والجدير ذكره أن المذكرات جاهزة منذ عام 2011 وقد ساهم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مع الكاتب فاروق الشرع في تحريرها قبل اندلاع الثورة السورية.
المذكرات شهادة تاريخية مهمة، ولن يكون بعد صدورها غنى عنها لأي باحث ومهتم، ولأي دبلوماسي عربي وغير عربي. وقد يؤخذ عليها أنها لا تتضمن تقييماً نقدياً لمرحلة حافظ الأسد وسياسته الداخلية. ولا ندري، ربما لم ير الكاتب أن هذا دوره في هذا الكتاب، وربما لا يمكنه أخذ المسافة الكافية، أو هو فعلاً مؤيد لسياسات حافظ الأسد. لكن قيمة الكتاب لا تكمن في ذلك، بل في المعلومات الغزيرة وسردها من قبل سياسي فاعل، تمكّن في الوقت ذاته ألا يكون جزءاً من لعبة الفساد والأجهزة الأمنية.
وتقدم "العربي الجديد" على مدى ثلاث حلقات، ملخصاً للكتاب ومقدمة ناشره، نظراً لتكثيفها أهمية الكتاب وظروف كتابته، كما ستقدم، في الحلقة الثانية والثالثة، جزءاً من رواية المؤلف لقصة المفاوضات الإسرائيلية – السورية، وقصة وديعة رابين، وسبب فشل قمة جنيف.
تبدأ المذكرات بسرد قصير عن مرحلة الطفولة والصبا، بعنوان "بين النكبتين 1948 – 1967"، يتحدث فيها عن مشاركته في مظاهرات نصرة فلسطين، عقب النكبة 1948 وفتوته في درعا التي لم يعرفها حتى صار عمره تسع سنوات، ذلك أنه ولد في محردة بريف حماة، بسبب عمل أبيه هناك، وتنقّله بين أرياف حماة ودمشق.
التحميل
http://sa.ae/6a90b6a/
التحميل
http://sa.ae/6a90b6a/
؟؟؟؟؟
ردحذفthankz
ردحذفماكان يتحمل الكتاب
ردحذف