النص الكامل لخطبة الشيخ محمد حسان حول فتنة "التأسيسية" مدونة الرباط أكد الشيخ محمد حسان، الداعية الإسلامى الكبير، خلال خطبته أمس الجمعة، والتى أذاعتها قناة الرحمة الفضائية، أنه لا ينبغى أن يكون العلماء والدعاة إلى الله بطرحهم العلمى واللغوى فى جانب، وأمتنا ومصرنا العربية فى جانب آخر، قائلا، أزعم أن كلمة واحدة تخرج مصر من أزمتها العميقة، ولما لا؟، وهى كلمة ربانية، ووصية إلهية، إنها "ولاتفرقوا".
وأشار حسان إلى أن كل ما تعانيه مصر الآن، بسبب التشرذم والتخوين، فالكل يخون الكل، فكل رجل وكل شيخ وكل حزب يرى أنه على الحق وحده، وغيره على الباطل.
وأضاف حسان قائلا، "فرقنا الحسد والكراهية وحب الدنيا والمناصب والكراسى، والحرص على المصالح الشخصية والفئوية الضيقة، وفرقنا العمل من أجل الأنا، فكل واحد فينا صار لا يسمع إلا نفسه".
وأشار إلى أن كلمة "ولاتفرقوا"، قد يستهين البعض بها، لكنها وصية ربانية، فمعناها تشتيت الكلمة والصف، وهذا ما نراه الآن، فقد تشققت الكلمة والصف، رغم أن الاختلاف فى طرح الرؤى أمر عادى، فالتباين آية من آيات الله، متسائلا، "لماذا جعلناها سبباً فى التقاطع والتفرق".
وتابع حسان قائلا، "يا أهل مصر أقول لكم إن التنازع والتفرق سبب رئيسى من أسباب كل ألوان الهزائم، وسبب للضعف والبعد عن العز والنصر والتمكين"، مشيراً إلى أن النبى وصحبه هزموا فى غزوة أحد بسبب الاختلاف، وهو ما أدى إلى استشهاد أكثر من سبعين صحابياً، وانتشر كذباً خبر وفاة النبى "صلى الله عليه وسلم".
وأشار إلى أنه إذا كان التفرق والتنازع سبباً لهزيمة أشرف الخلق، فكيف بنا نحن أهل المعاصى والهوى، لافتاً إلى أن الله، عز وجل، يوجه إلينا وصية غالية، "ولا تكونوا كالذين تفرقوا من بعد ما جاءتهم البينات"، فالتفرق داء عضال ومرض وبال، يصيب مصرنا الآن بأزمة حادة، ويرى كل فريق أنه على الحق، وأن غيره على الباطل، ولم يقتصر الاتهام على الأعمال والأفعال، بل تعدى إلى النوايا، ولا حرج إن قلت إن الشعب يرفع الآن شعار "الشعب يخون الشعب والكل يخون الكل".
وذكر حسان بحديث النبى، "صلى الله عليه وسلم"، الذى يقول فيه، "إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا، ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال"، ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم، "عليكم بالجماعة فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة".
وتساءل العالم الجليل قائلا، "ما المخرج إذاً من أزمة التفرق التى تصيب بلادنا؟"، مشيراً إلى أنه أولاً ينبغى أن نعرف أن الخلاف أمر قدرى لن يزول إلى قيام الساعة، بشرط ألا يؤدى هذا الخلاف إلى الشقاق والتنازع، فلنختلف ولتتباين آراؤنا وأطروحاتنا، دون أن نتهم بعضنا بالخيانة، وأنه لا مانع من اختلاف الآراء، بل واختلاف العقائد أيضاً، لأن الجميع يعيش فى سفينة واحدة والجميع مسئول عنها، لأنها إذا غرقت غرق الجميع مسلمين وأقباط، وإذا نجت نجا الجميع مسلمين وأقباط، فلا ينبغى أن يتوهم مصرى، مهما كان حجم جماعته أو قوة فصيله الذى ينتمى إليه، أنه وحده قادر على أن يحمل مصر أو يحميها".
وأوضح حسان، أن الإخوان أو السلفيين، أو العلمانيين لا يستطيعون أن يحملوا مصر ويحكموها بمفردهم، مشيراً إلى أنه لابد من الاتحاد والتعاون والائتلاف ونبذ الفرقة والاختلاف، فلا ينبغى أن يتصلب فصيل وأن يختزل مصر كلها، بل يجب على الجميع أن يلين لإخوانه من أجل إنقاذ مصر، فمصر تتعرض لأزمة اقتصادية حقيقية، ولأزمة أمنية وإعلامية وتعليمية وصحية، وإلى أخطر أزمات مصر، ألا وهى الأزمة "الأخلاقية".
وفى نفس السياق، تابع حسان قائلا، "إذا كان إسلامنا لا يجيز لنا أن نجبر أحداً على الدخول فى ديننا، أفيجيز لنا أن نجبر أحداً على اعتناق أفكارنا وأطروحاتنا"، مشيراً إلى أنه ينبغى على كل فرد منا أن يطرح ما لديه من رؤى بأدب، حتى وإن اختلفنا بعد الطرح والنقاش، فيجب أن نتفق على ما ينقذ هذا البلد.
وأوضح حسان أن المخرج الثانى من هذه المشكلة، التجرد وتصحيح النية وتجريد النفس من رؤية النفس، قائلا، إنه لا يجوز لمسلم عاقل أن يدعى لنفسه أنه هو الذى يستطيع أن يتكلم باسم مصر، مشيراً إلى أنه لا يريد أن يتكلم أحد فى مصر الآن من أجل حزبه أو شركته أو جماعته، بل يتكلم من أجل مصر، معبراً عن ذلك بقوله، "ليس المهم مَن يرفع الراية، ولكن المهم أن ترفع الراية، وليس المهم مَن يقول الآن قولة الحق والعدل، المهم أن تقال قولة الحق والعدل، على لسان أى أحد مصرى شريف".
وقص حسان قصة تدل على صفاء النية والتجرد فى أسمى معانيها، فحين عزل الصديق أبو بكر، رضى الله عنه، أبا عبيدة بن الجراح من القيادة العامة للجيش، إلى خالد بن الوليد، فتنازل أبو عبيدة لأخيه خالد بكل حب ورضا، فيرسل الصديق خطاباً إلى أبى عبيدة يقول فيه، "إنى قد عزلتك ووليت خالد بن الوليد، فاسمع له وأطع، والله ما وليته الإمارة إلا لأنى ظننت أن له فطنة وقيادة فى الحرب ليست لك، وأنت عندى يا أبا عبيدة خير منه"، مشيراً إلى روعة هذا الموقف، خالد هو رجل الموقف، فليتقدم خالد وليتأخر أبو عبيدة، فهذا هو الدين.
ويستكمل حسان قائلا، "بعد تولى خالد وتحقيقه انتصارات مجيدة فى كل حروبه، وبعد وفاة الصديق وتولى الفاروق عمر بن الخطاب قيادة الأمة، يرى أنه لا أمير على أبى عبيدة، فيعزل عمر خالد بن الوليد، ويرد القيادة إلى أبى عبيدة، فيؤدى خالد على الفور التحية لأبى عبيدة، ويعود جندياً تحت قيادته بعد أن كان بالأمس أميراً"، مشيراً إلى أنهم لا يعنيهم من هو القائد، المهم أن يستمروا فى طريق النصر.
وقال حسان، "أخاطب أهل مصر جميعاً، والنخبة التى أصابت مصر بالألم، وأعضاء مجلسى الشعب والشورى، وأقول لهم، "لما التنازع؟"، ففى كل جزئية نوقع أهلنا فى أزمة وألم، وما من موقف إلا وظهرت رائحة الخلاف، متسائلا، أين التجرد والإخلاص؟.
وفى معرض حديثه عن أزمة "اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور" قال حسان، "فى قضية الدستور، قال لى البعض، لماذا لم تتقدم أنت لتكون عضواً فى كتابة الدستور، فقلت ما علاقتى بكتابة الدستور، وما علاقة الطبيب الفلانى أو المهندس الفلانى"، مشيراً إلى أن كتابة الدستور تحتاج إلى مجموعة من الخبراء المتخصصين، ثم بعد ذلك يستفتى شعب مصر العبقرى.
وتساءل حسان، "أنا لا علاقة لى بهم ولا بمعرفة مواده، فلماذا أكون عضواً فى كتابته؟"، مجيباً، "إنها الأنا ورؤية النفس"، مشيراً إلى أنه كان من المنتظر أن يتم الاستعانة بخبراء مصر الذين كتبوا دساتير العالم ليكتبوا دستورنا، ثم يعرض هذا الدستور على الشعب، وكان لابد أن يعطى الشعب فرصة برجاله ونسائه وعلمائه وفقهائه، وأنه لا ينبغى أن نحتقر الشعب أو نقلل من فهمه أو وعيه، واتهامه بأنه لم ينضج بعد.
أما الحل الثالث للخروج من هذه الأزمة، فهو تصحيح الانتماء، فالانتماء يكون لله أولاً، ثم لمصر، وليس لحزب أو جماعة أو شركة أوهيئة، مستدلاً بقوله تعالى، "قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين".
وتابع حسان قائلا، "تحرر من كل قيد، ولا تتعصب تعصباً بغيضاً أعمى، يصم أذنيك عن سماع الحق، ويعمى بصرك عن رؤية الدليل، لا تتعصب لشيخ، مهما كان وزنه ومهما كان قدره، ومكانته فى قلبك، بل تعصب للحق ودر مع الحق بدليله حيث دار".
وأشار حسان إلى أننا لو قدمنا مصلحة البلاد، على المصالح الحزبية والفئوية الضيقة، ما رأينا كل هذه المشاكل، من انفلات أمنى وبلطجة وقطع الطرق، شاجبا كل من يقطع طريق لمصلحة فئوية، لافتاً إلى حرمة الأمر فى القرآن والسنة.
وأوضح حسان أن حب الوطن من الدين، فالله عز وجل قال لنبيه، "إن الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد"، ويقول بن عباس فى تفسير هذه الآية، إلى معاد أى إلى "مكة"، لأن النبى تألم عندما خرج من بيته مهاجراً فى سبيل نصرة الدين الحنيف، فوعده الله بالعودة إلى وطنه مرة أخرى. كما استشهد بحديث النبى، "صلى الله عليه وسلم"، عندما ذهب إلى المدينة قائلا، "اللهم حبب إلينا المدينة كحب مكة أو أشد".
أما الحل الرابع، فهو تحقيق الأخوة الإيمانية، فكما قال النبى، "صلى الله عليه وسلم"، "مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
أما الحل الخامس، هو إعلاء قيمة الأخلاق، فلا صلاح لنا إلا بالأخلاق الكريمة، مشيراً إلى أنه لن تعزى مصر أبداً بتطاول الصغار على الكبار أو بالانفلات الأمنى وترويع الآمنين.
وتطرق حسان إلى الحل السادس، وهو إعلاء قيمة العمل، قائلا، نريد أن نهدأ قليلاً لنبدأ البناء، فلن يحصل مصرى على جميع حقوقه بدون العمل، مستشهداً بقول الرسول، "صلى الله عليه" وسلم، "ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا وكان له به صدقة".
وخاطب حسان الشباب المصرى قائلا، "لستم أقل من شباب اليابان أو شباب كوريا أو شباب أمريكا أو إيران أو تركيا، فعلينا أن نعمل وأن نبدع وأن ننتج".
النص الكامل لخطبة الشيخ محمد حسان حول فتنة "التأسيسية" |
وأشار حسان إلى أن كل ما تعانيه مصر الآن، بسبب التشرذم والتخوين، فالكل يخون الكل، فكل رجل وكل شيخ وكل حزب يرى أنه على الحق وحده، وغيره على الباطل.
وأضاف حسان قائلا، "فرقنا الحسد والكراهية وحب الدنيا والمناصب والكراسى، والحرص على المصالح الشخصية والفئوية الضيقة، وفرقنا العمل من أجل الأنا، فكل واحد فينا صار لا يسمع إلا نفسه".
وأشار إلى أن كلمة "ولاتفرقوا"، قد يستهين البعض بها، لكنها وصية ربانية، فمعناها تشتيت الكلمة والصف، وهذا ما نراه الآن، فقد تشققت الكلمة والصف، رغم أن الاختلاف فى طرح الرؤى أمر عادى، فالتباين آية من آيات الله، متسائلا، "لماذا جعلناها سبباً فى التقاطع والتفرق".
وتابع حسان قائلا، "يا أهل مصر أقول لكم إن التنازع والتفرق سبب رئيسى من أسباب كل ألوان الهزائم، وسبب للضعف والبعد عن العز والنصر والتمكين"، مشيراً إلى أن النبى وصحبه هزموا فى غزوة أحد بسبب الاختلاف، وهو ما أدى إلى استشهاد أكثر من سبعين صحابياً، وانتشر كذباً خبر وفاة النبى "صلى الله عليه وسلم".
وأشار إلى أنه إذا كان التفرق والتنازع سبباً لهزيمة أشرف الخلق، فكيف بنا نحن أهل المعاصى والهوى، لافتاً إلى أن الله، عز وجل، يوجه إلينا وصية غالية، "ولا تكونوا كالذين تفرقوا من بعد ما جاءتهم البينات"، فالتفرق داء عضال ومرض وبال، يصيب مصرنا الآن بأزمة حادة، ويرى كل فريق أنه على الحق، وأن غيره على الباطل، ولم يقتصر الاتهام على الأعمال والأفعال، بل تعدى إلى النوايا، ولا حرج إن قلت إن الشعب يرفع الآن شعار "الشعب يخون الشعب والكل يخون الكل".
وذكر حسان بحديث النبى، "صلى الله عليه وسلم"، الذى يقول فيه، "إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا، ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال"، ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم، "عليكم بالجماعة فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة".
وتساءل العالم الجليل قائلا، "ما المخرج إذاً من أزمة التفرق التى تصيب بلادنا؟"، مشيراً إلى أنه أولاً ينبغى أن نعرف أن الخلاف أمر قدرى لن يزول إلى قيام الساعة، بشرط ألا يؤدى هذا الخلاف إلى الشقاق والتنازع، فلنختلف ولتتباين آراؤنا وأطروحاتنا، دون أن نتهم بعضنا بالخيانة، وأنه لا مانع من اختلاف الآراء، بل واختلاف العقائد أيضاً، لأن الجميع يعيش فى سفينة واحدة والجميع مسئول عنها، لأنها إذا غرقت غرق الجميع مسلمين وأقباط، وإذا نجت نجا الجميع مسلمين وأقباط، فلا ينبغى أن يتوهم مصرى، مهما كان حجم جماعته أو قوة فصيله الذى ينتمى إليه، أنه وحده قادر على أن يحمل مصر أو يحميها".
وأوضح حسان، أن الإخوان أو السلفيين، أو العلمانيين لا يستطيعون أن يحملوا مصر ويحكموها بمفردهم، مشيراً إلى أنه لابد من الاتحاد والتعاون والائتلاف ونبذ الفرقة والاختلاف، فلا ينبغى أن يتصلب فصيل وأن يختزل مصر كلها، بل يجب على الجميع أن يلين لإخوانه من أجل إنقاذ مصر، فمصر تتعرض لأزمة اقتصادية حقيقية، ولأزمة أمنية وإعلامية وتعليمية وصحية، وإلى أخطر أزمات مصر، ألا وهى الأزمة "الأخلاقية".
وفى نفس السياق، تابع حسان قائلا، "إذا كان إسلامنا لا يجيز لنا أن نجبر أحداً على الدخول فى ديننا، أفيجيز لنا أن نجبر أحداً على اعتناق أفكارنا وأطروحاتنا"، مشيراً إلى أنه ينبغى على كل فرد منا أن يطرح ما لديه من رؤى بأدب، حتى وإن اختلفنا بعد الطرح والنقاش، فيجب أن نتفق على ما ينقذ هذا البلد.
وأوضح حسان أن المخرج الثانى من هذه المشكلة، التجرد وتصحيح النية وتجريد النفس من رؤية النفس، قائلا، إنه لا يجوز لمسلم عاقل أن يدعى لنفسه أنه هو الذى يستطيع أن يتكلم باسم مصر، مشيراً إلى أنه لا يريد أن يتكلم أحد فى مصر الآن من أجل حزبه أو شركته أو جماعته، بل يتكلم من أجل مصر، معبراً عن ذلك بقوله، "ليس المهم مَن يرفع الراية، ولكن المهم أن ترفع الراية، وليس المهم مَن يقول الآن قولة الحق والعدل، المهم أن تقال قولة الحق والعدل، على لسان أى أحد مصرى شريف".
وقص حسان قصة تدل على صفاء النية والتجرد فى أسمى معانيها، فحين عزل الصديق أبو بكر، رضى الله عنه، أبا عبيدة بن الجراح من القيادة العامة للجيش، إلى خالد بن الوليد، فتنازل أبو عبيدة لأخيه خالد بكل حب ورضا، فيرسل الصديق خطاباً إلى أبى عبيدة يقول فيه، "إنى قد عزلتك ووليت خالد بن الوليد، فاسمع له وأطع، والله ما وليته الإمارة إلا لأنى ظننت أن له فطنة وقيادة فى الحرب ليست لك، وأنت عندى يا أبا عبيدة خير منه"، مشيراً إلى روعة هذا الموقف، خالد هو رجل الموقف، فليتقدم خالد وليتأخر أبو عبيدة، فهذا هو الدين.
ويستكمل حسان قائلا، "بعد تولى خالد وتحقيقه انتصارات مجيدة فى كل حروبه، وبعد وفاة الصديق وتولى الفاروق عمر بن الخطاب قيادة الأمة، يرى أنه لا أمير على أبى عبيدة، فيعزل عمر خالد بن الوليد، ويرد القيادة إلى أبى عبيدة، فيؤدى خالد على الفور التحية لأبى عبيدة، ويعود جندياً تحت قيادته بعد أن كان بالأمس أميراً"، مشيراً إلى أنهم لا يعنيهم من هو القائد، المهم أن يستمروا فى طريق النصر.
وقال حسان، "أخاطب أهل مصر جميعاً، والنخبة التى أصابت مصر بالألم، وأعضاء مجلسى الشعب والشورى، وأقول لهم، "لما التنازع؟"، ففى كل جزئية نوقع أهلنا فى أزمة وألم، وما من موقف إلا وظهرت رائحة الخلاف، متسائلا، أين التجرد والإخلاص؟.
وفى معرض حديثه عن أزمة "اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور" قال حسان، "فى قضية الدستور، قال لى البعض، لماذا لم تتقدم أنت لتكون عضواً فى كتابة الدستور، فقلت ما علاقتى بكتابة الدستور، وما علاقة الطبيب الفلانى أو المهندس الفلانى"، مشيراً إلى أن كتابة الدستور تحتاج إلى مجموعة من الخبراء المتخصصين، ثم بعد ذلك يستفتى شعب مصر العبقرى.
وتساءل حسان، "أنا لا علاقة لى بهم ولا بمعرفة مواده، فلماذا أكون عضواً فى كتابته؟"، مجيباً، "إنها الأنا ورؤية النفس"، مشيراً إلى أنه كان من المنتظر أن يتم الاستعانة بخبراء مصر الذين كتبوا دساتير العالم ليكتبوا دستورنا، ثم يعرض هذا الدستور على الشعب، وكان لابد أن يعطى الشعب فرصة برجاله ونسائه وعلمائه وفقهائه، وأنه لا ينبغى أن نحتقر الشعب أو نقلل من فهمه أو وعيه، واتهامه بأنه لم ينضج بعد.
أما الحل الثالث للخروج من هذه الأزمة، فهو تصحيح الانتماء، فالانتماء يكون لله أولاً، ثم لمصر، وليس لحزب أو جماعة أو شركة أوهيئة، مستدلاً بقوله تعالى، "قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين".
وتابع حسان قائلا، "تحرر من كل قيد، ولا تتعصب تعصباً بغيضاً أعمى، يصم أذنيك عن سماع الحق، ويعمى بصرك عن رؤية الدليل، لا تتعصب لشيخ، مهما كان وزنه ومهما كان قدره، ومكانته فى قلبك، بل تعصب للحق ودر مع الحق بدليله حيث دار".
وأشار حسان إلى أننا لو قدمنا مصلحة البلاد، على المصالح الحزبية والفئوية الضيقة، ما رأينا كل هذه المشاكل، من انفلات أمنى وبلطجة وقطع الطرق، شاجبا كل من يقطع طريق لمصلحة فئوية، لافتاً إلى حرمة الأمر فى القرآن والسنة.
وأوضح حسان أن حب الوطن من الدين، فالله عز وجل قال لنبيه، "إن الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد"، ويقول بن عباس فى تفسير هذه الآية، إلى معاد أى إلى "مكة"، لأن النبى تألم عندما خرج من بيته مهاجراً فى سبيل نصرة الدين الحنيف، فوعده الله بالعودة إلى وطنه مرة أخرى. كما استشهد بحديث النبى، "صلى الله عليه وسلم"، عندما ذهب إلى المدينة قائلا، "اللهم حبب إلينا المدينة كحب مكة أو أشد".
أما الحل الرابع، فهو تحقيق الأخوة الإيمانية، فكما قال النبى، "صلى الله عليه وسلم"، "مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
أما الحل الخامس، هو إعلاء قيمة الأخلاق، فلا صلاح لنا إلا بالأخلاق الكريمة، مشيراً إلى أنه لن تعزى مصر أبداً بتطاول الصغار على الكبار أو بالانفلات الأمنى وترويع الآمنين.
وتطرق حسان إلى الحل السادس، وهو إعلاء قيمة العمل، قائلا، نريد أن نهدأ قليلاً لنبدأ البناء، فلن يحصل مصرى على جميع حقوقه بدون العمل، مستشهداً بقول الرسول، "صلى الله عليه" وسلم، "ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا وكان له به صدقة".
وخاطب حسان الشباب المصرى قائلا، "لستم أقل من شباب اليابان أو شباب كوريا أو شباب أمريكا أو إيران أو تركيا، فعلينا أن نعمل وأن نبدع وأن ننتج".
ليست هناك تعليقات