تفاصيل المشروع الإسرائيلى لتهويد المتحصف المصرى الكبير لم تكن اللحظة التى سقط فيها مبارك عن عرشه سوى إعلان عن سقوط رأس النظام، ودعوة لانتظار تساقط باقى أوراقه بفعل خريف الغضب الشعبى.
لم يفهم البعض معنى الانتظار ومغزاه هنا، بل اعتبروه مصطلحا سيئ السمعة هدفه الإبقاء على ذيول النظام السابق ومنحها فرصة التحصين والحماية، بينما الدعوة نفسها لم تكن سوى توصية للتعامل بهدوء مع نظام توغل الفساد فى كل أوصاله، وأصبح لزاما عليك لكى تقتلعه من جذوره أن تصبر بإصرار على كشف
كوارثه واحدة تلو الأخرى حتى تصل إلى ذلك الرحم السرطانى وتعريه تماما، وتكشف للجميع أن فساد هذا النظام لم يرحم ماضيا بحضارته ولا المستقبل بما يحمله من حياة، حتى لا تترك لأحدهم فرصة الترحم عليه إذا تعثرت مصر فى مرحلتها الانتقالية كما هو حادث الآن، أو رزقها الله بتيار سياسى جديد لا يختلف عن سابقه الديكتاتور إلا من حيث الشكل لا المضمون.
كل هذه الكوارث وكل قضايا الفساد التى تتكشف عن نظام مبارك وعصره ما هى إلى قطع صغيرة تشكل حينما تجمعها صورة إدانة كبيرة لمبارك وأسرته ورموزه، لا توجد قطعة فى هذا الوطن ترفعها إلا وتكتشف عفونة فساد مبارك كامنة أسفلها، حتى تلك المشروعات الكبرى التى كنا ننتظر افتتاحها لنتباهى بها أمام بلدان العالم أو تلك التى تحفظ لنا تاريخنا وآثارنا وحضارتنا مثل المتحف المصرى الكبير الذى وعدنا مبارك من خلفه بالإبهار والعالمية والحفاظ على آثار مصر، بينما الحقائق والأوراق والمستندات تكشف لنا الآن أن خلف هذا المتحف وتفاصيل إنشائه وتصميماته لا يوجد سوى العار ومحاولة دنيئة لسرقة تاريخ مصر وتشويهه لصالح العدو الأكبر.. لصالح الكيان الصهيونى.
القصة باختصار قبل الخوض فى تفاصيلها الكارثية تقول بأن المتحف المصرى الكبير الذى وعدنا نظام مبارك بإبهاره وعالميته وكونه المخزن الحافظ الأمين لآثار مصر ما هو إلا رمز يهودى صهيونى كبير يتم بناؤه على أرض مصر، ولعبة صهيونية جديدة لربط الحضارة المصرية القديمة باليهود، ومحاولة صهيونية متكررة للقول بأنهم أصحاب الحضارة المصرية والأهرامات، وأصحاب حق فى أرض فلسطين والهيكل وباقى مزاعمهم المعروفة.
أنت بالطبع تسأل الآن وما علاقة المتحف المصرى الكبير بكل هذه المتاهات؟ أو كيف يحقق البناء المسمى بالمتحف المصرى الكبير كل هذه المصالح والمزاعم الصهيونية؟
وقبل تقديم الإجابة دعنى أصارحك بأن بعض تفاصيلها ربما لا تروق لهؤلاء الذين تصيبهم حساسية الرفض لنظرية المؤامرة، وبعض تفاصيلها الأخرى من فرط كثرتها وعجبها قد تبدو لك ضربا من ضروب المبالغة والجنون، ولكن يبقى الجانب الأهم أن كل هذه التفاصيل التى تؤكد فكرة أن المتحف المصرى الكبير ما هو إلا رمز صهيونى على الأرض المصرية مصدرها دراسة علمية وخلفها دراسات وبحث وجهد مضن لباحث مصرى أفنى 10 سنوات من عمره فى محاولة لتتبع هذا اللغز وهذه الكارثة، ولم يكتف بتوثيقها فى أوراق علمية، بل رفع الأمر إلى مستوى أعلى، وألقى بكل ما اكتشفه من كوارث وألغاز أمام منصة القضاء المصرى فى دعوى حملت رقم 30123 لسنة 66 قضايا محكمة القضاء الإدارى ضد وزير الآثار ووزير الثقافة ورئيس المجلس الأعلى للآثار من أجل كشف لغز التصميمات الصهيونية للمتحف المصرى الكبير.
الكارثة ببساطة بدأت مع القرار الجمهورى الذى أصدره حسنى مبارك برقم 402 لسنة 1992 الذى تضمن تخصيص 117 فدانا من أراضى الدولة بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى لإنشاء متحف عالمى لعرض الآثار المصرية والحفاظ عليها، والذى عرف لاحقا باسم المتحف المصرى الكبير، وفى الوقت الذى انتظرت فيها أغلب شركات المعمار المصرية أن تشارك فى إنجاز هذا المشروع القومى بتصميماتها ورجالها وأحلامها، فاجأ نظام مبارك الجميع فى فبراير 2002 عبر وزارة الثقافة بالإعلان عن مسابقة عالمية لاختيار التصميم المعمارى للمتحف، وكان غريبا للجميع أن تبحث مصر التى علمت العالم فنون المعمار وتمتلك فى جامعاتها العشرات من أساتذة التصميم المعمارى فى العالم، عن غرباء يضعون لها تصميم متحف يعبر عن الحضارة المصرية، وسار نظام مبارك فى خط تهميش المصريين بلا رجعة، وتم الاستقرار على تصميم معمارى قدمه مصممان من أيرلندا هما «شوفوبينج وروسين هينجن»، ستكتشف لاحقا - على حسب تأكيد دراسة أحمد عوض- أن ديانتهما اليهودية، بل تعلما فنون المعمار على يد دكتور مشهور بصهيونيته ومساندته لإسرائيل، اختارت دولة مبارك تصميم الغرباء للمتحف، ومع عودة بسيطة بذاكرتك للوراء ستكتشف أن وسائل الإعلام وعددا كبيرا من الاستشاريين أعلنوا تعجبهم ليس فقط من صعوبة تنفيذ التصميم وتكاليفه، ولكن لأنه لم يكن الأفضل على الإطلاق.
ولأن التصاميم المعمارية واحدة من أهم الفنون العالمية، ولأن معمار المتاحف على وجه التحديد ليس مجرد كتل خرسانية صامتة، بل هى تصميمات تحمل معانى وتعبر عن أفكار، وكثيرا ما تحكى قصة لها بداية ونهاية، فكان طبيعيا أن يشرح أصحاب التصميم فكرة مشروعهما، ولكنهما لم يقولا عنها أكثر من أن التصميم قائم على زاويتى رؤية، الأولى تنظر وتتحد مع قمة الهرم الأكبر تعبيرا عن التاريخ والأصالة، والثانية تتوجه نحو مدينة القاهرة تعبيرا عن الحداثة، أى باختصار حاول المصممان أن يقولا بأن مشروعهما المعمارى ما هو إلا مزج بين تاريخ مصر القديم وحاضرها، وهو معنى كان بسيطا ومقبولا عند الجميع إلا الباحث أحمد عوض الذى دفعته شكوكه ومعرفته المسبقة بالمعانى والدلائل التى يتم بها بناء المعابد اليهودية إلى بداية بحث شاق بدأ بسؤال فضولى يقول: لماذا أقام المصمم فكرته التصميمية للمتحف المصرى الكبير على إقامة علاقة بصرية بين زاويتى رؤية أولاهما باتجاه الأهرامات والثانية باتجاه مدينة القاهرة؟ وتوصل، من خلال البحث عن إجابة لهذا السؤال، إلى المفاجأة التى تجعل من المعانى الفلسفية للتصميم المعمارى للمتحف كارثة كبرى، لأن الزاوية الأولى يرتحل ضلعاها من نقطة خارج أرض المشروع شمالاً دون مبرر معمارى أو بصرى واضح، وينتهى ضلعها الشرقى عند مركز الهرم الأكبر، وينتهى الضلع الغربى عند مركز الهرم الأصغر. بينما الزاوية الثانية يستوطن ضلعها الأول تجاه الشرق مواصلاً امتداده مع موقع ثانى أقدم مقبرة يهودية فى العالم والواقعة بضاحية «البساتين» فى قلب مدينة القاهرة، وينتهى امتداد ضلعها الثانى الشمالى شرقى عند موقع حائط المبكى «الهيكل اليهودى» فى مدينة القدس بكل دقة ثم يتخطاه ليتواصل امتداده على بعد أمتار «أقل من أربعمائة متر» شمال أقدم مقبرة يهودية فى العالم، وتقع على جبل الزيتون خلف حائط المبكى اليهودى ومع موقع متحف الهولوكوست فى القدس.
قد لا تبدو لك مسألة الأضلاع والزوايا واضحة بعد، ولكن ما يقوله الباحث أحمد عوض حول ربط الفكرة التصميمية للمتحف الكبير بمرجعية شرعية ودلائل أثرية تربط التاريخ اليهودى وحدث خروجهم من مصر والهرم الأكبر عن طريق تماثل مقدار الزاوية الثانية مع مقدار زاوية عروج الممر الصاعد من حجرة الهرم السفلية إلى مدخله الرئيسى وهى ما تسمى «زاوية خروج اليهود من مصر» أو «زاوية المسيح» يبدو واضحا حينما تبحث قليلا عن علاقة اليهود بالهرم الأكبر، وتجد أن أول نظرية ربطت بين الممر الصاعد من حجرة الدفن السفلية بالهرم الأكبر والتاريخ اليهودى وضعها المستكشف الإيطالى «Charles Piazzi Smyth» سنة «1864» حيث افترض أن طول الممر السالف الذكر مقاساً بالبوصات يمثل تقويم سنين التاريخ اليهودى وقد سجل تفاصيل نظريته فى كتابه الشهير.. «the great pyramid its secrets and mysteries revealed»
وقد اشتهرت زاوية عروج الممر الصاعد من حجرة الدفن السفلية بالهرم الأكبر بمسمى «زاوية خروج اليهود من مصر» نتيجة تماثل مقدارها مع مقدار الزاوية الأفقية التى يمتد ضلعها الأول باتجاه الشرق الحقيقى من قمة الهرم الأكبر ذاته ويرتحل ضلعها الثانى باتجاه الشمال الشرقى عكس عقارب الساعة لينتهى امتداده فى مدينة القدس نفسها فى كناية رمزية للضلع الثانى عن مسار خروج اليهود من مكان توطنهم فى مصر إلى مدينة القدس وتوطنهم أراضيها مشيدين هيكلهم المزعوم.
أما مسمى «زاوية المسيح» فقد خلع على زاوية عروج الممر الصاعد من حجرة الدفن السفلية بالهرم الأكبر نظرًا لقيام بعض الادعاءات اليهودية باعتبار بناء الهرم الأكبر ذاته جزءًا من ملحمة ميلادهم كشعب مختار تحت مفهوم المنحة الإلهية لهم، عن طريق اعتبار كل بوصة من طول الممر السالف ذكره تمثل سنة من عمر الأمة اليهودية من مولد نشأتها إلى خاتمة نهايتها، وبذلك يمكنهم التنبؤ بميقات ظهور المسيح المخلص وقيام دولة إسرائيل الكبرى.
وأشهر من قام بوضع مؤلف حول ما يعرف بزاوية «خروج اليهود من مصر» أو بزاوية «المسيح» وارتباطها بالممر الصاعد من حجرة الدفن السفلية فى الهرم الأكبر هو الفيزيائى «john zajac» سنة 1995 والذى يمكنك أن تجد له عشرات المقالات حول هذا الأمر على شبكة الإنترنت.
لم يتوقف الباحث أحمد عوض عند أمر الزوايا وامتدادها لتربط حائط المبكى بالهرم بالهيكل المزعوم بأقدم مقابر اليهود، بل ذكر فى دراسته التى حولها إلى دعوى قضائية أن تتابع وحدة الزخرفة على وجهات المتحف الرئيسية يشكل فى مجمله نجمة داود اليهودية الشهيرة فى أكثر من موضع.
وكشف الباحث من خلال متابعته إحدى المحاضرات العلمية لمصممة المشروع الأيرلندية الجنسية على الإنترنت فى أحد المؤتمرات والتى تعرض فيها رسومات المشروع وفكرة تصميمه الفلسفية، أن الشكل الزخرفى المكوّن للنجمة اليهودية على الواجهة الرئيسية للمتحف المصرى الكبير يعتبر أكبر نجمة يهودية تشيّد على مستوى العالم وارتفاعها يقارب الخمسين مترًا.
ويستمر الباحث فى تعرية مدلولات التصميم المعمارى قائلاً إن قراءة الفراغ المعمارى فى البهو العظيم داخل المتحف تقول بأنه مجرد تعبير وتجسيد لمشهد فلق البحر عند خروج بنى إسرائيل من مصر، وما يؤكد هذه القراءة للفراغ المعمارى الهائل «الباثيو» هو وضع تمثال الملك رمسيس الثانى الذى يعتبره اليهود «فرعون الخروج» داخل الفراغ المعمارى ووضعه فى مواجهة القبلة التى تتجه حسب الزوايا السابق ذكرها نحو حائط المبكى اليهودى، أما المدلولات الرمزية للزاوية الأولى الخاصة بالفكرة التصميمية للمتحف المصرى الكبير والمشيدة ملامح كتلته المعمارية وتقسيمها إلى «6» شرائح تشكل التوزيع الفراغى داخل البناء المتحفى بواسطة «7» فواصل بنائية محددة المعالم ومتصلة الجدران، فهى تجسيد واضح لصورة الشمعدان اليهودى «المينوراة».
ويحلل الباحث أحمد عوض وجود غابة كثيفة من النخيل أمام واجهة البناء المتحفى، رغم أنها تشكل خطأ معماريّا بسبب حجبها الرؤية عن الواجهة المعمارية للمتحف المصرى الكبير بأن استخدام النخيل بتشكيلات كثيفة فى تلك المنطقة دون سائر المتنزهات الأخرى الموجودة خلف المتحف هو تجسيد للـ «70» نخلة التى أنقذت اليهود من الجوع والعطش بعد خروجهم من مصر مباشرة.
الباحث أحمد عوض لم يتوقف عند شرح ما توصل إليه من مدلولات لتصميم المتحف المصرى الكبير بل سعى للتأكيد على المعانى التى استخلصها من هذا التصميم من خلال الربط بين هذا التصميم وباقى تصاميم المتاحف والمبانى اليهودية الشهيرة فى العالم مثل: متحف الهولوكست ببرلين والذى صممه المعمارى اليهودى الديانة والذى فقد أغلب أسرته فى محارق النازى «Daniel Liebskind» والذى يقول دائمًا فى كل محاضراته وأبحاثه إن العمارة ما هى إلا تصميمات تسرد قصص كفاح وتعبر عن أفكار محددة وتتصل بتاريخ الشعوب، ولكى يتضح الربط ما بين المتحف المصرى الكبير ومتحف الهولوكست ببرلين لابد من النظر للمحاور المعمارية التى وضعها «دانيال» وشرحها للمتحف المصرى الكبير، وهى:
الأول ويسمى محور «الاستمرارية» وهو الأطول، حيث يصل من قلب المبنى القديم المشيد على طراز «الباروك» إلى سلم هائل يسلك دربه من تحت الأرض إلى الطابق الثانى العلوى حيث صالات العرض المتحفية. والثانى ويسمى محور «المنفى والسمو اليهودى» ويصل إلى الخارج حيث الحديقة الخارجية. والثالث ويسمى محور «الهولوكست» ويقود إلى نهاية مصمتة حيث فراغ رمزى يجسد أفران النازى. وتظهر الدلالة أكثر فى تواصل امتداد المحور الأول مع قمة «الهرم الأكبر» المستوطن هضبة مدينة الجيزة المصرية على إحداثى 29.97 درجة شمالاً و31.13 درجة شرقًا، ويصل امتداده الشمال غربى مع بوابة «براندنبورغ» رمز مدينة «برلين» الألمانية والمرابطة على إحداثى 52.51 درجة شمالاً و13.37 درجة شرقًا، مرورًا بمشارف النصب التذكارى لضحايا الهولوكست فى مدينة « برلين» المجاور للبوابة نفسها.
بينما المحور الثانى المسمى محور «المنفى والسمو اليهودى» يمتد ليتواصل مع متحف التاريخ الحربى الألمانى فى مدينة «درسدن» الألمانية المستوطن إحداثى 51.07 شمالاً و13.76 جنوبًا، أما امتداده الشمال غربى فيتواصل مع المتحف اليهودى للهولوكست فى مدينة «كوبنهاجن» الدنماركية على إحداثى 55,67 شمالاً و12,58 شرقًا، أما المحور الثالث المسمى محور «الهولوكست» فيتبين تواصل امتداده مع متحف معسكر الموت النازى «معسكرات الاعتقال» المسمى «بيشنفالد -Buchenwald» بالقرب من مدينة «فيمار-Weimar» الألمانية والمستوطن إحداثى 51.01 شمالاً و11.25 شرقًا، وبخلاف هذه الدلالات شرح الباحث أحمد عوض التشابه المعمارى الواضح من حيث الدلالات بين المتحف المصرى الكبير ومتحف الهولوكست الموجود فى القدس، بالإضافة إلى شرح ارتباط المتحف المصرى الكبير من حيث الفكرة التصميمية والملامح المعمارية بمركز للثقافة اليهودية بالولايات المتحدة الأمريكية، والذى افتتح عام 2005.
كما كشف الباحث أحمد عوض فى دراسته العلاقة بين مصممى المتحف المصرى الكبير ومصمم متحف الهولوكوست الشهير «MOSHE SAFDIE» المعمارى الإسرائيلى والأستاذ بجامعة هارفارد وصاحب البصمة الواضحة فى مجال التصميم العمرانى والمعمارى فى أركان الكيان الصهيونى بداية من مشروع «تطوير القدس الغربية ومطار بن جوريون حتى وضع تصورات حلول لساحة حائط المبكى، وقال إنهما كانا من تلاميذه المفضلين وحصلا على الماجستير تحت إشرافه.
دراسة أحمد عوض التى حولها إلى دعوى قضائية قد تبدو لك معقدة بعض الشىء، ولكنها تبقى فى النهاية دراسة موثقة ربما لا تمتلك الحقيقة المطلقة ولكنها تطرح العديد من الأسئلة من حق الباحث ومن حقنا جميعًا أن نحصل لها على إجابات وتفسيرات واضحة وحاسمة وسريعة من جانب الدولة المصرية ووزارة الآثار، حتى لا تصدمنا كارثة تقول بأن نظام مبارك الذى منح الأراضى لرجال الأعمال مجانًا قد منحها أيضًا لليهود لكى ينشروا من فوقها مزاعمهم الخاصة بالحضارة الفرعونية وأرض فلسطين.. فهل من مجيب؟!
اليوم السابع
لم يفهم البعض معنى الانتظار ومغزاه هنا، بل اعتبروه مصطلحا سيئ السمعة هدفه الإبقاء على ذيول النظام السابق ومنحها فرصة التحصين والحماية، بينما الدعوة نفسها لم تكن سوى توصية للتعامل بهدوء مع نظام توغل الفساد فى كل أوصاله، وأصبح لزاما عليك لكى تقتلعه من جذوره أن تصبر بإصرار على كشف
كوارثه واحدة تلو الأخرى حتى تصل إلى ذلك الرحم السرطانى وتعريه تماما، وتكشف للجميع أن فساد هذا النظام لم يرحم ماضيا بحضارته ولا المستقبل بما يحمله من حياة، حتى لا تترك لأحدهم فرصة الترحم عليه إذا تعثرت مصر فى مرحلتها الانتقالية كما هو حادث الآن، أو رزقها الله بتيار سياسى جديد لا يختلف عن سابقه الديكتاتور إلا من حيث الشكل لا المضمون.
كل هذه الكوارث وكل قضايا الفساد التى تتكشف عن نظام مبارك وعصره ما هى إلى قطع صغيرة تشكل حينما تجمعها صورة إدانة كبيرة لمبارك وأسرته ورموزه، لا توجد قطعة فى هذا الوطن ترفعها إلا وتكتشف عفونة فساد مبارك كامنة أسفلها، حتى تلك المشروعات الكبرى التى كنا ننتظر افتتاحها لنتباهى بها أمام بلدان العالم أو تلك التى تحفظ لنا تاريخنا وآثارنا وحضارتنا مثل المتحف المصرى الكبير الذى وعدنا مبارك من خلفه بالإبهار والعالمية والحفاظ على آثار مصر، بينما الحقائق والأوراق والمستندات تكشف لنا الآن أن خلف هذا المتحف وتفاصيل إنشائه وتصميماته لا يوجد سوى العار ومحاولة دنيئة لسرقة تاريخ مصر وتشويهه لصالح العدو الأكبر.. لصالح الكيان الصهيونى.
القصة باختصار قبل الخوض فى تفاصيلها الكارثية تقول بأن المتحف المصرى الكبير الذى وعدنا نظام مبارك بإبهاره وعالميته وكونه المخزن الحافظ الأمين لآثار مصر ما هو إلا رمز يهودى صهيونى كبير يتم بناؤه على أرض مصر، ولعبة صهيونية جديدة لربط الحضارة المصرية القديمة باليهود، ومحاولة صهيونية متكررة للقول بأنهم أصحاب الحضارة المصرية والأهرامات، وأصحاب حق فى أرض فلسطين والهيكل وباقى مزاعمهم المعروفة.
أنت بالطبع تسأل الآن وما علاقة المتحف المصرى الكبير بكل هذه المتاهات؟ أو كيف يحقق البناء المسمى بالمتحف المصرى الكبير كل هذه المصالح والمزاعم الصهيونية؟
وقبل تقديم الإجابة دعنى أصارحك بأن بعض تفاصيلها ربما لا تروق لهؤلاء الذين تصيبهم حساسية الرفض لنظرية المؤامرة، وبعض تفاصيلها الأخرى من فرط كثرتها وعجبها قد تبدو لك ضربا من ضروب المبالغة والجنون، ولكن يبقى الجانب الأهم أن كل هذه التفاصيل التى تؤكد فكرة أن المتحف المصرى الكبير ما هو إلا رمز صهيونى على الأرض المصرية مصدرها دراسة علمية وخلفها دراسات وبحث وجهد مضن لباحث مصرى أفنى 10 سنوات من عمره فى محاولة لتتبع هذا اللغز وهذه الكارثة، ولم يكتف بتوثيقها فى أوراق علمية، بل رفع الأمر إلى مستوى أعلى، وألقى بكل ما اكتشفه من كوارث وألغاز أمام منصة القضاء المصرى فى دعوى حملت رقم 30123 لسنة 66 قضايا محكمة القضاء الإدارى ضد وزير الآثار ووزير الثقافة ورئيس المجلس الأعلى للآثار من أجل كشف لغز التصميمات الصهيونية للمتحف المصرى الكبير.
الكارثة ببساطة بدأت مع القرار الجمهورى الذى أصدره حسنى مبارك برقم 402 لسنة 1992 الذى تضمن تخصيص 117 فدانا من أراضى الدولة بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى لإنشاء متحف عالمى لعرض الآثار المصرية والحفاظ عليها، والذى عرف لاحقا باسم المتحف المصرى الكبير، وفى الوقت الذى انتظرت فيها أغلب شركات المعمار المصرية أن تشارك فى إنجاز هذا المشروع القومى بتصميماتها ورجالها وأحلامها، فاجأ نظام مبارك الجميع فى فبراير 2002 عبر وزارة الثقافة بالإعلان عن مسابقة عالمية لاختيار التصميم المعمارى للمتحف، وكان غريبا للجميع أن تبحث مصر التى علمت العالم فنون المعمار وتمتلك فى جامعاتها العشرات من أساتذة التصميم المعمارى فى العالم، عن غرباء يضعون لها تصميم متحف يعبر عن الحضارة المصرية، وسار نظام مبارك فى خط تهميش المصريين بلا رجعة، وتم الاستقرار على تصميم معمارى قدمه مصممان من أيرلندا هما «شوفوبينج وروسين هينجن»، ستكتشف لاحقا - على حسب تأكيد دراسة أحمد عوض- أن ديانتهما اليهودية، بل تعلما فنون المعمار على يد دكتور مشهور بصهيونيته ومساندته لإسرائيل، اختارت دولة مبارك تصميم الغرباء للمتحف، ومع عودة بسيطة بذاكرتك للوراء ستكتشف أن وسائل الإعلام وعددا كبيرا من الاستشاريين أعلنوا تعجبهم ليس فقط من صعوبة تنفيذ التصميم وتكاليفه، ولكن لأنه لم يكن الأفضل على الإطلاق.
ولأن التصاميم المعمارية واحدة من أهم الفنون العالمية، ولأن معمار المتاحف على وجه التحديد ليس مجرد كتل خرسانية صامتة، بل هى تصميمات تحمل معانى وتعبر عن أفكار، وكثيرا ما تحكى قصة لها بداية ونهاية، فكان طبيعيا أن يشرح أصحاب التصميم فكرة مشروعهما، ولكنهما لم يقولا عنها أكثر من أن التصميم قائم على زاويتى رؤية، الأولى تنظر وتتحد مع قمة الهرم الأكبر تعبيرا عن التاريخ والأصالة، والثانية تتوجه نحو مدينة القاهرة تعبيرا عن الحداثة، أى باختصار حاول المصممان أن يقولا بأن مشروعهما المعمارى ما هو إلا مزج بين تاريخ مصر القديم وحاضرها، وهو معنى كان بسيطا ومقبولا عند الجميع إلا الباحث أحمد عوض الذى دفعته شكوكه ومعرفته المسبقة بالمعانى والدلائل التى يتم بها بناء المعابد اليهودية إلى بداية بحث شاق بدأ بسؤال فضولى يقول: لماذا أقام المصمم فكرته التصميمية للمتحف المصرى الكبير على إقامة علاقة بصرية بين زاويتى رؤية أولاهما باتجاه الأهرامات والثانية باتجاه مدينة القاهرة؟ وتوصل، من خلال البحث عن إجابة لهذا السؤال، إلى المفاجأة التى تجعل من المعانى الفلسفية للتصميم المعمارى للمتحف كارثة كبرى، لأن الزاوية الأولى يرتحل ضلعاها من نقطة خارج أرض المشروع شمالاً دون مبرر معمارى أو بصرى واضح، وينتهى ضلعها الشرقى عند مركز الهرم الأكبر، وينتهى الضلع الغربى عند مركز الهرم الأصغر. بينما الزاوية الثانية يستوطن ضلعها الأول تجاه الشرق مواصلاً امتداده مع موقع ثانى أقدم مقبرة يهودية فى العالم والواقعة بضاحية «البساتين» فى قلب مدينة القاهرة، وينتهى امتداد ضلعها الثانى الشمالى شرقى عند موقع حائط المبكى «الهيكل اليهودى» فى مدينة القدس بكل دقة ثم يتخطاه ليتواصل امتداده على بعد أمتار «أقل من أربعمائة متر» شمال أقدم مقبرة يهودية فى العالم، وتقع على جبل الزيتون خلف حائط المبكى اليهودى ومع موقع متحف الهولوكوست فى القدس.
قد لا تبدو لك مسألة الأضلاع والزوايا واضحة بعد، ولكن ما يقوله الباحث أحمد عوض حول ربط الفكرة التصميمية للمتحف الكبير بمرجعية شرعية ودلائل أثرية تربط التاريخ اليهودى وحدث خروجهم من مصر والهرم الأكبر عن طريق تماثل مقدار الزاوية الثانية مع مقدار زاوية عروج الممر الصاعد من حجرة الهرم السفلية إلى مدخله الرئيسى وهى ما تسمى «زاوية خروج اليهود من مصر» أو «زاوية المسيح» يبدو واضحا حينما تبحث قليلا عن علاقة اليهود بالهرم الأكبر، وتجد أن أول نظرية ربطت بين الممر الصاعد من حجرة الدفن السفلية بالهرم الأكبر والتاريخ اليهودى وضعها المستكشف الإيطالى «Charles Piazzi Smyth» سنة «1864» حيث افترض أن طول الممر السالف الذكر مقاساً بالبوصات يمثل تقويم سنين التاريخ اليهودى وقد سجل تفاصيل نظريته فى كتابه الشهير.. «the great pyramid its secrets and mysteries revealed»
وقد اشتهرت زاوية عروج الممر الصاعد من حجرة الدفن السفلية بالهرم الأكبر بمسمى «زاوية خروج اليهود من مصر» نتيجة تماثل مقدارها مع مقدار الزاوية الأفقية التى يمتد ضلعها الأول باتجاه الشرق الحقيقى من قمة الهرم الأكبر ذاته ويرتحل ضلعها الثانى باتجاه الشمال الشرقى عكس عقارب الساعة لينتهى امتداده فى مدينة القدس نفسها فى كناية رمزية للضلع الثانى عن مسار خروج اليهود من مكان توطنهم فى مصر إلى مدينة القدس وتوطنهم أراضيها مشيدين هيكلهم المزعوم.
أما مسمى «زاوية المسيح» فقد خلع على زاوية عروج الممر الصاعد من حجرة الدفن السفلية بالهرم الأكبر نظرًا لقيام بعض الادعاءات اليهودية باعتبار بناء الهرم الأكبر ذاته جزءًا من ملحمة ميلادهم كشعب مختار تحت مفهوم المنحة الإلهية لهم، عن طريق اعتبار كل بوصة من طول الممر السالف ذكره تمثل سنة من عمر الأمة اليهودية من مولد نشأتها إلى خاتمة نهايتها، وبذلك يمكنهم التنبؤ بميقات ظهور المسيح المخلص وقيام دولة إسرائيل الكبرى.
وأشهر من قام بوضع مؤلف حول ما يعرف بزاوية «خروج اليهود من مصر» أو بزاوية «المسيح» وارتباطها بالممر الصاعد من حجرة الدفن السفلية فى الهرم الأكبر هو الفيزيائى «john zajac» سنة 1995 والذى يمكنك أن تجد له عشرات المقالات حول هذا الأمر على شبكة الإنترنت.
لم يتوقف الباحث أحمد عوض عند أمر الزوايا وامتدادها لتربط حائط المبكى بالهرم بالهيكل المزعوم بأقدم مقابر اليهود، بل ذكر فى دراسته التى حولها إلى دعوى قضائية أن تتابع وحدة الزخرفة على وجهات المتحف الرئيسية يشكل فى مجمله نجمة داود اليهودية الشهيرة فى أكثر من موضع.
وكشف الباحث من خلال متابعته إحدى المحاضرات العلمية لمصممة المشروع الأيرلندية الجنسية على الإنترنت فى أحد المؤتمرات والتى تعرض فيها رسومات المشروع وفكرة تصميمه الفلسفية، أن الشكل الزخرفى المكوّن للنجمة اليهودية على الواجهة الرئيسية للمتحف المصرى الكبير يعتبر أكبر نجمة يهودية تشيّد على مستوى العالم وارتفاعها يقارب الخمسين مترًا.
ويستمر الباحث فى تعرية مدلولات التصميم المعمارى قائلاً إن قراءة الفراغ المعمارى فى البهو العظيم داخل المتحف تقول بأنه مجرد تعبير وتجسيد لمشهد فلق البحر عند خروج بنى إسرائيل من مصر، وما يؤكد هذه القراءة للفراغ المعمارى الهائل «الباثيو» هو وضع تمثال الملك رمسيس الثانى الذى يعتبره اليهود «فرعون الخروج» داخل الفراغ المعمارى ووضعه فى مواجهة القبلة التى تتجه حسب الزوايا السابق ذكرها نحو حائط المبكى اليهودى، أما المدلولات الرمزية للزاوية الأولى الخاصة بالفكرة التصميمية للمتحف المصرى الكبير والمشيدة ملامح كتلته المعمارية وتقسيمها إلى «6» شرائح تشكل التوزيع الفراغى داخل البناء المتحفى بواسطة «7» فواصل بنائية محددة المعالم ومتصلة الجدران، فهى تجسيد واضح لصورة الشمعدان اليهودى «المينوراة».
ويحلل الباحث أحمد عوض وجود غابة كثيفة من النخيل أمام واجهة البناء المتحفى، رغم أنها تشكل خطأ معماريّا بسبب حجبها الرؤية عن الواجهة المعمارية للمتحف المصرى الكبير بأن استخدام النخيل بتشكيلات كثيفة فى تلك المنطقة دون سائر المتنزهات الأخرى الموجودة خلف المتحف هو تجسيد للـ «70» نخلة التى أنقذت اليهود من الجوع والعطش بعد خروجهم من مصر مباشرة.
الباحث أحمد عوض لم يتوقف عند شرح ما توصل إليه من مدلولات لتصميم المتحف المصرى الكبير بل سعى للتأكيد على المعانى التى استخلصها من هذا التصميم من خلال الربط بين هذا التصميم وباقى تصاميم المتاحف والمبانى اليهودية الشهيرة فى العالم مثل: متحف الهولوكست ببرلين والذى صممه المعمارى اليهودى الديانة والذى فقد أغلب أسرته فى محارق النازى «Daniel Liebskind» والذى يقول دائمًا فى كل محاضراته وأبحاثه إن العمارة ما هى إلا تصميمات تسرد قصص كفاح وتعبر عن أفكار محددة وتتصل بتاريخ الشعوب، ولكى يتضح الربط ما بين المتحف المصرى الكبير ومتحف الهولوكست ببرلين لابد من النظر للمحاور المعمارية التى وضعها «دانيال» وشرحها للمتحف المصرى الكبير، وهى:
الأول ويسمى محور «الاستمرارية» وهو الأطول، حيث يصل من قلب المبنى القديم المشيد على طراز «الباروك» إلى سلم هائل يسلك دربه من تحت الأرض إلى الطابق الثانى العلوى حيث صالات العرض المتحفية. والثانى ويسمى محور «المنفى والسمو اليهودى» ويصل إلى الخارج حيث الحديقة الخارجية. والثالث ويسمى محور «الهولوكست» ويقود إلى نهاية مصمتة حيث فراغ رمزى يجسد أفران النازى. وتظهر الدلالة أكثر فى تواصل امتداد المحور الأول مع قمة «الهرم الأكبر» المستوطن هضبة مدينة الجيزة المصرية على إحداثى 29.97 درجة شمالاً و31.13 درجة شرقًا، ويصل امتداده الشمال غربى مع بوابة «براندنبورغ» رمز مدينة «برلين» الألمانية والمرابطة على إحداثى 52.51 درجة شمالاً و13.37 درجة شرقًا، مرورًا بمشارف النصب التذكارى لضحايا الهولوكست فى مدينة « برلين» المجاور للبوابة نفسها.
بينما المحور الثانى المسمى محور «المنفى والسمو اليهودى» يمتد ليتواصل مع متحف التاريخ الحربى الألمانى فى مدينة «درسدن» الألمانية المستوطن إحداثى 51.07 شمالاً و13.76 جنوبًا، أما امتداده الشمال غربى فيتواصل مع المتحف اليهودى للهولوكست فى مدينة «كوبنهاجن» الدنماركية على إحداثى 55,67 شمالاً و12,58 شرقًا، أما المحور الثالث المسمى محور «الهولوكست» فيتبين تواصل امتداده مع متحف معسكر الموت النازى «معسكرات الاعتقال» المسمى «بيشنفالد -Buchenwald» بالقرب من مدينة «فيمار-Weimar» الألمانية والمستوطن إحداثى 51.01 شمالاً و11.25 شرقًا، وبخلاف هذه الدلالات شرح الباحث أحمد عوض التشابه المعمارى الواضح من حيث الدلالات بين المتحف المصرى الكبير ومتحف الهولوكست الموجود فى القدس، بالإضافة إلى شرح ارتباط المتحف المصرى الكبير من حيث الفكرة التصميمية والملامح المعمارية بمركز للثقافة اليهودية بالولايات المتحدة الأمريكية، والذى افتتح عام 2005.
كما كشف الباحث أحمد عوض فى دراسته العلاقة بين مصممى المتحف المصرى الكبير ومصمم متحف الهولوكوست الشهير «MOSHE SAFDIE» المعمارى الإسرائيلى والأستاذ بجامعة هارفارد وصاحب البصمة الواضحة فى مجال التصميم العمرانى والمعمارى فى أركان الكيان الصهيونى بداية من مشروع «تطوير القدس الغربية ومطار بن جوريون حتى وضع تصورات حلول لساحة حائط المبكى، وقال إنهما كانا من تلاميذه المفضلين وحصلا على الماجستير تحت إشرافه.
دراسة أحمد عوض التى حولها إلى دعوى قضائية قد تبدو لك معقدة بعض الشىء، ولكنها تبقى فى النهاية دراسة موثقة ربما لا تمتلك الحقيقة المطلقة ولكنها تطرح العديد من الأسئلة من حق الباحث ومن حقنا جميعًا أن نحصل لها على إجابات وتفسيرات واضحة وحاسمة وسريعة من جانب الدولة المصرية ووزارة الآثار، حتى لا تصدمنا كارثة تقول بأن نظام مبارك الذى منح الأراضى لرجال الأعمال مجانًا قد منحها أيضًا لليهود لكى ينشروا من فوقها مزاعمهم الخاصة بالحضارة الفرعونية وأرض فلسطين.. فهل من مجيب؟!
اليوم السابع
ليست هناك تعليقات