سبب التسمية ... لقد اعتدنا على الاحتفاء كل عام بمناسبة يوم العلم 16 من شهر افريل ، وكلما أظلتنا هذه الذكرى تمثلت أمام أعيننا صورة العلامة عبد الحميد ابن بأديس رحمه الله ، تلك الصورة التي من الصعب أن تمحى من ذاكرتنا .
وفي البداية أود أن أوضح مسألة هامة تتعلق بجعل 16 من شهر افريل مناسبة للعلم ، ومعلوم أن هذا التاريخ يصادف وفاة العلامة ابن باديس رحمه الله ! وهنا يتساءل البعض :
-لِمَ اختير يوم وفاته يوما للعلــــم ؟
-وهل تحتفل الأمة بوفاة علمائها ؟
-أم أن العلم انطلق في الجزائر بوفاة ابن باديس ؟
- ولماذا لا يكون يوم مولده – مثلا - أو يوم تأسيسه لجمعية العلماء هو يوم العلم ؟
وقد أجيب عن ذلك بأجوبة متعددة ومتنوعة ، والجواب المقنع – فيما أرى – هو كما يلي :
-أن ابن باديس قد تصدى بقوة للمخططات الفرنسية الهادفة إلى طمس هوية الأمة !
-وأنه قد دخل في سباق مع فرنسا فسبقها ، إذِ انقلبت على أعقابها خائبة لم تنلْ خيرا!
-ولما توفي ابن باديس أقامت فرنسا الأفراحَ ابتهاجا بموته ، وقال قائلها : ( آن لفرنسا أن تطمئن على بقائها في الجزائر فقد مات ألد أعدائها !
-وأجاب قائلنا – وهو محمد العيد – مخاطبا ابن باديس بعد موته :
نم هادئا فالشعـب بعد راشــــــــدُ يختط نهجك في الهدى ويسيرُ
لا تخش ضيعة ما تركت لنا سدى فالــــــــوارثون لما تركت كثيرُ
ولا جرم أن ابن باديس إنما أحيى الجزائر وقهر فرنسا بالعلم ، وهذا العلم لم يمت بموت ابن باديس ، بل ورثه عنه كثيرون ؛ وعلى هذا الأساس اختير يوم وفاة ابن باديس يوما للعلم ، وكأننا بذلك الاختيار نقول لفرنسا : أنه لا داعيَ لئن تفرحي بموت ابن باديس ؛ لأن العلم الذي قهرك به لم يمت بموته ، بل ورثته الجزائر برمتها ، وعلى أسسه قامت الثورة التحريرية المباركة ، التي اقتلَعْت جُـــذورَ الخَـــــــــائنينَ الذين كان منهم كل العطب ، وَأَذاِقتْ نفُوسَ الظَّــــالـمِــينَ السـمًّ يُـمْـــزَج بالـرَّهَـبْ .
ههههههههههههه
ردحذف