القُدْسُ، فِي شِعْرِي، الغَزَالَةُ…! جديد قصائد القدس شعر عن الاقصى

Share:
11111111
لُغَتِي اشْتِعَالُ اليَاسَمِينِ، وَصَرْخَتِي
شَجَرُ الكَرَامَةِ بَاسِقُ الأَعْذَاقِ
التُّونِسِيُّ المَقْدِسِيُّ، أَنَا، هَوًى…
وَعُرُوبَتِي سُمِّي كَمَا تِرْيَاقِي 
لَوْ يُنْصِفُ التَّارِيخُ أَجْدَادِي، كَتَبْتُ
صَبَاحَهُ بِمِدَادِيَ الدَّفَّاقِ
أَنَا حَارِسُ الأَمْجَادِ، أَنْظِمُهَا
بِقَافِيَتِي، وَأَرْسُمُهَا عَلَى الآفَاقِ
وَالقُدْسُ مِشْكَاةُ الهِدَايَةِ، إِنْ نَسِرْ
فِي دَرْبِهَا، نَبْلُغْ ذُرَى الإِحْقَاقِ
آتٍ إِلَيْكِ،
وَآيَتِي الأَمَلُ النَّبِيلُ،
وَبُرْدَتِي فِي غُرْبَتِي أَشْوَاقِي
الضَّادُ نَبْضِي،
 وَالقَضِيَّةُ مُهْجَتِي،
وَقَصَائِدِي مَرْفُوعَةُ الأَعْنَاقِ…!
(2)
سَأَظَلُّ مَفْتُونًا بِقَامَتِهَا البَهَيَّةِ،
مُوغِلاً فِي شَعْرِهَا المُهْرَاقِ
مُعْشَوْشِبٌ فِي دَاخِلِي الفَرَحُ العَنِيدُ،
وَفِي يَدِي: حُرِّيَّتِي وَوِثَاقِي
وَإِرَادَتِي أَنْ أَرْتَوِي بِضِيَائِهَا،
وَأَرَى الوُجُودَ مُوَشَّحَ الأَنْسَاقِ
اللهُ طَرَّزَ شَالَهَا العَرَبِيَّ
بِالأَزْهَارِ، وَالأَشِجَارِ، وَالأَسْوَاقِ…
هِيَ سُرَّةُ الدُّنْيَا، وَنِبْرَاسُ السُّرَى،
وَحَبِيبَةٌ دُرِيَّةُ الأَخْلاَقِ…
آتٍ إِلَيْكِ،
وَآيَتِي الأَمَلُ النَّبِيلُ،
وَبُرْدَتِي فِي غُرْبَتِي أَشْوَاقِي
الضَّادُ نَبْضِي،
 وَالقَضِيَّةُ مُهْجَتِي،
وَقَصَائِدِي مَرْفُوعَةُ الأَعْنَاقِ…!
(3)
وَأَنَا كَسَرْتُ الكَأْسَ مِنْ بَأْسٍ، وَقُلْتُ:
سَأَحْتَسِي مِنْ مِحْنَتِي، يَا سَاقِي
النَّهْرُ مِنْ أَلَمِي انْتَشَى، وَصُبَابَتِي
تَكْفِي لِتُسْكِرَ مَعْشَرَ العُشَّاقِ
لاَ يُدْرِكُ النَّصْرَ العَصِيَّ سِوَى الَّذِي
فِي قَلْبِهِ قَبَسٌ مِنَ الإِشْرَاقِ
وَالقُدْسُ فِي الكَلِمَاتِ مَعْنَاهَا، وَمَا
فِي صُلْبِهَا مِنْ جَوْهَرٍ خَلاَّقِ
وَالقُدْسُ فِي شِعْرِي الغَزَالَةُ، خَطْوُهَا
ـ يَا حُسْنَهَا ـ رَقْصٌ عَلَى الأَوْرَاقِ
آتٍ إِلَيْكِ،
وَآيَتِي الأَمَلُ النَّبِيلُ،
وَبُرْدَتِي فِي غُرْبَتِي أَشْوَاقِي
الضَّادُ نَبْضِي،
 وَالقَضِيَّةُ مُهْجَتِي،
وَقَصَائِدِي مَرْفُوعَةُ الأَعْنَاقِ…!
(4)
أَنَا شَاعِرٌ حُرُّ الرُّؤَى… حُرُّ المَوَاقِفِ
وَالخُطَى…  أَسْمُو عَلَى الأَطْوَاقِ
مِنْ أَرْضِ قَرْطَاجَ الشَّجَاعَةِ قَادِمٌ،
وَالرَّفْضُ دَأْبِي…  وَالحَنِينُ بُرَاقِي
وَالقُدْسُ مَا يَزْكُو مِنَ الدَّعَوَاتِ،
صَاعِدَةً، عَلَى مَهَلٍ إِلَى الرَّزَّاقِ
كَادُوا لَهَا…  وَتَحَالَفَتْ، فِي هَذِهِ
الأَوْطَانِ، سُرَّاقٌ مَعَ السُّرَّاقِ
سَرَقُوا المُنَى… سَرَقُوا سَمَاءَ عُيُونِهَا
سَرَقُوا السَّنَا مِنْ لُؤْلُؤِ الأَعْمَاقِ
آتٍ إِلَيْكِ،
وَآيَتِي الأَمَلُ النَّبِيلُ،
وَبُرْدَتِي فِي غُرْبَتِي أَشْوَاقِي
الضَّادُ نَبْضِي،
 وَالقَضِيَّةُ مُهْجَتِي،
وَقَصَائِدِي مَرْفُوعَةُ الأَعْنَاقِ…!
(5)
حَجَرُ التُّقَى أَسْوَارُهَا، وَقِبَابُهَا
أَلَقُ النَّقَا، وَدُرُوبُهَا مِيثَاقِي
القُدْسُ أَسْكُنُهَا، وَتَسْكُنُنِي، وَتُدْرِكُ
أَنَّهَا فِي بُؤْبُؤِ الأَحْدَاقِ
لَمْ أَحْتَرِقْ فِي حُبِّهَا، إِلاَّ لِتُوغِلَ،
شَهْوَةً، فِي تِبْرِهَا أَعْرَاقِي
وَالقُدْسُ فِرْدَوْسِي، وَأَنْدَلُسِي،
وَمُوسِيقَايَ نَابِعَةً مِنَ الخَفَّاقِ
لاَ تَجْسُرُ الأَعْدَاءُ أَنْ تَمْحُو عُرُوبَتَهَا
الَّتِي تَأْبَى عَلَى الإِحْرَاقِ
آتٍ إِلَيْكِ،
وَآيَتِي الأَمَلُ النَّبِيلُ،
وَبُرْدَتِي فِي غُرْبَتِي أَشْوَاقِي
الضَّادُ نَبْضِي،
 وَالقَضِيَّةُ مُهْجَتِي،
وَقَصَائِدِي مَرْفُوعَةُ الأَعْنَاقِ…!
(6)
مَاضٍ إِلَيْكِ، وَبَهْجَتِي الكُبْرَى رُؤَايَ،
وَغِبْطَتِي أَنْ أَلْتَقِي بِرِفَاقِي
قَلْبِي المُعَذَّبُ فِي هَوَاكِ يَقُودُنِي،
وَهُوِيَّتِي القَلَقُ البَلِيغُ الرَّاقِي
وَعَصَايَ فِي المَنْفَى الكِتَابُ، كَأَنَّنِي
أَتْلُو عَلَى الأَكْوَانِ سِرَّ وِفَاقِي
القُدْسُ قَامَتُنَا الَّتِي لَنْ تَنْحَنِي
إِلاَّ لِبَارِئِهَا العَلِيِّ البَاقِي
عَبَثَ الغُزَاةُ بِنَخْلِهَا، فَعَلَتْ عَلَى
وَطَنِ البُطُولَةِ (غَزَّةُ الأَنْفَاقِ…)
آتٍ إِلَيْكِ،
وَآيَتِي الأَمَلُ النَّبِيلُ،
وَبُرْدَتِي فِي غُرْبَتِي أَشْوَاقِي
الضَّادُ نَبْضِي،
 وَالقَضِيَّةُ مُهْجَتِي،
وَقَصَائِدِي مَرْفُوعَةُ الأَعْنَاقِ…!
المكّي الهمّامي شاعر تونسيّ

ليست هناك تعليقات